الأربعاء، 10 مايو 2017

الانقال اللهجي من اللهجة البحرينية إلى اللغة العربيّة الفصيحة

الانقال اللهجي من اللهجة البحرينية إلى اللغة العربيّة الفصيحة:

الانقال اللهجي هو عمليّة تحدث فيها ترقية اللهجة المنسلخة من لغة ما، إلى اللغة الأصل. وإنّ معلّم اللغة العربيّة الفصيحة لابدّ له أن لا يعلّم اللغة العربيّة للطالب على افتراض أنّ الطالب يستخدم العامية التي تختلف كليًّا عن الفصيحة. فالعامية جزء من الفصيحة، وليس العكس صحيحًا.

تكون مراحل الانقال اللهجي على مستويات مختلفة، وهي: النقل الصوتي، النقل الصرفي، النقل النحوي، النقل المعجمي.

-         النقل الصوتي: تطرأ على بعض الكلمات البحرينيّة تغييرات تكون في المستوى الصوتي، كإبدال بعض الحروف، والزيادة في بعضها، ولنا أمثلة على ذلك. ففي بعض المناطق في البحرين نرى قلب القاف غينًا، مثلًا ( الغناة=القناة، الحديغة= الحديقة، منطغي= منطقي..). ففي هذه الحالة لا يوجّه الطالب إلى لتدريبه على حرف القاف والتأكد من سلامة مخرجه، فالطالب قد لا يكون به خللٌ، وإنما سبب هذا الخلل الصوتي البيئة المحيطة بالطالب، فهم لا يجدون فرقًا بين الحرفين. ويستطيع المعلم الاستعانة بمعلّم التجويد لتدريب الطالب على مخارج الحروف.

-         النقل المعجمي: تدخل في اللهجة بعض الكلمات غير العربية على جملة بها كلمات عربيّة، مثلًا ( كنسل المخالفة لوسمحت )، باعتبارنا أن قائل هذه العبارة يخاطب رجلَ مرورٍ، فالجملة كلها كلمات عربيّة إلا الكلمة الأولى، ولو رجعنا إلى المعجم العربي لنبحث عن معنى (كنسل) فلن نجدها، إلا إذا ما بحثنا عنها في المعجم الإنجليزي cancel. فتبيّن لنا أن النقل المعجمي يكون في نقل مفردة من اللغة الدخيلة إلى اللغة الأصلية، فالنقل هنا سيكون في إبدال الكلمة من (كنسِل) إلى ( ألغِ ) = ألغِ المخالفة لوسمحت.

-         النقل الصرفي: يحدث النقل الصرفي إذا ما وجد خلل في بِنية الكلمة، والمطابقة، مثلًا الطالب البحريني يقول ( الطلاب يدخلون ) وهذه سليمة صرفيًا، ولكنّه يقول ( الطالبات يدخلون ) وهذا غير صحيح، فالطالبات جمع مؤنث، ويدخلون جمع مذكر، فالصحيح هو نقل يدخلون إلى يدخلن، فتكون الجملة ( الطالبات يدخلن).


-         النقل النحوي: يحدث النقل النحوي حينما يطرأ خلل نحوي في اللهجة، فمثلًا يقول البحريني: ( ضربْ محمدْ صالحْ ) وهو يقصد أن الفاعل محمدٌ وأن المفعول به صالحٌ، ولكن السامع لن يفرّق بين الفاعل والمفعول به لغياب الحركة الدالة على كليهما، فالفاعل مرفوع والمفعول به منصوب في الأساس، ولكن العلامات الإعرابية غابت عن كليهما. فالنقل يكون بتوضيح الحركات لتبين الدلالة النحوية فتكون ( ضربَ محمدٌ صالحًا، أو ضربَ صالحًا محمدٌ).

منابع لهجات أهل البحرين العربيّة

اللهجات المتنوّعة في مدن البحرين وقراها وأصل هذه اللهجات:

منذ أن سادت لغة العدنانيين في المنطقة الشرقيّة متمثّلة في القبائل التي قطنتها، انتشر بين السكان تلك اللهجات التي كانت تتكلم بها تلك القبائل وأصبحت راسخة الجذور على ألسنة سكان المنطقة حتى الوقت الحاضر.

فنجد عنعنة تميم وقيس، واستنطاء سعد وهذيل، وجعجعة قضاعة، وجيم  فقيم، وقاف تميم، وكشكشة تميم المنحدرة من اللهجة اليمنية.. إلى غير ذلك من تلك اللهجات التي تنطق بإبدال الحروف بغيرها، وإليكم بالتفصيل تلك اللهجات:

1- ينقلب حرف الجيم ياءً في بعض مدن البحرين وقراها مثل (المحرق والحد والرفاعين وقلالي وأم الحصم وما حولها، الزلاق وعسكر والجسرة، فالدراز والبديع والجفير، ورأس رمان وماحولها، والديه وسنابس) فهم ينطقون (جبل ، جمل، جنوب ) بالياء فتكون ( يبل، يمل، ينوب ).

2-  ونجد استنطاء سعد وهذيل والأزد، وهي إبدال العين نونًا: فينطقون أعطي (أنطي).

3- (أجل) تصير (عجل) وهي عند تميم.

4- (زوجكِ، عندكِ، يحفظكِ) تصير (زوجش، عندش، يحفظش) وهي عند تميم.

5- (خالي، عمّي) تصير (خاليَهْ، عمّيَهْ) وهي موجودة في القرآن في سورة الحاقّة: ”مَا أغْنى عنّي ماليه، هلك عنّي سلطانيهْ..“.وهي موجودة عند بعض القرى.

6- (ثوم، ثلاثة..) تصير (فوم، فلافة..) وهي عند مضر.


المصدر:  زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.

الألفاظ الأجنبية الدخيلة على لهجة أهل البحرين

الألفاظ الأجنبية الدخيلة على اللهجات البحرينية: 
اكتسب سكّان البحرين الألفاظ الغريبة بسبب تعاقب الدول العربيّة و الأجنبيّة في السيطرة على البحرين بالإضافة إلى اكتشاف النفظ والهجرات للبحرين. وقد أجريت العديد من الدراسات لرصد معجم الألفاظ الدخيلة ( الإنجليزية – الفارسية – الهندية – التركية )  التي تستخدم كانت في الحياة اليومية في اللهجات البحرينية، وتم استبدالها بالألفاظ العربية الفصيحة أو قريبة منها وهذه القائمة دليل على توغل الحاضرة الغربية في خلايا الشعب البحريني الأصيل، لا الدخيل وهي دليل على تشرب هذا الشعب لتلك الحضارات وشدة احتكاكه بها :




v   نصوص عامية تمثل الحقبة:
بعد أن تعرفنا على إلى اللهجات و العامية البحرينية وكيفية دخول الألفاظ والمصطلحات الغريبة، فإنه يحق لك كقارئ أن تطلع على الاستخدامات لبعض المفردات التي عاشت في تلك الحقبة من خلال ممارسة المهن أو الحاجات للأمور الرسمية فضلاً عن الأمور الشخصية وما أكثرها ؛ لذا إليكم بعض هذه النصوص:
النص الأول: نصّ حواريّ.
النص الثاني: نصّ وصفيّ لسائق يتحدّث عن حادث مروريّ.

النص الثالث: رسالة لدائرة الكهرباء بخط اليد.
النص الثالث: مكتوبا مرقونًا.

أما هذا النص الثالث فهو رسالة رسمية من مواطن يخاطب بها بلدية منطقته التي أمرته بإزالة جدار منزله الذي يريد أن ينقض ويسقط على المارة. فجاء الخطاب على شكل أو بأسلوب عفوي أو اختيار الألفاظ أبدا ، وكأنه يتكلم في مجلس مع من حضر؛ فإليك الرسالة المصورة وكتابتها آليا، ثم بيان بعض المعاني لمفرداتها:



معاني بعض الألفاظ:
1.      جد حوص: هي لغة في جد حفص بقلب الفاء واواً – واحدة من بلدات البحرين
2.      الدفعة: الجانب
3.      يتحول: الباء بمعنى سوف، تحول أي تسقط
4.      الطوف: الجدار
5.      متبطط: متشقق
6.      يخطر: يشكل خطراً
7.      الديرة: البلدة
8.      العاير: الزاوية
9.      اتشوط علينه: أي تشتعل علينا النار
10.  الدبة: عداد الكهرباء
11.  نـگلب: نهدم
12.  تعور لينه جاهل: أي تصيب طفلا
13.  نتبلش به : نتورط بأمره
14.  اتزتتون: تستعجلون

المصدر:  زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.


كتاب تطوّر اللهجات البحرينية للدكتور عبدالأمير محسن زهير

Image result for ‫عبدالامير تطور اللهجات البحرينية‬‎
الدكتور عبدالأمير زهير وإلى جانبه الدراسة التي أجراها حول اللهجة البحرينية.
الدكتور عبدالأمير محسن زهير باحث مثابر ومجتهد وله قصّة إصرار رائعة خلال مسيرته العلمية، يمكن لمن أراد الاطّلاع عليها المرور على الرابط أدناه:


قام الباحث الدكتور عبدالأمير بعمل دراسة كان موضوعها اللهجات البحرينيّة في العقود التسعة (1919-2011)، وكانت أغراض الدراسة: بيان التّخلّي عن بعض الألفاظ الدخيلة وإحلال العربيّة مكانها، وبيان مقدار الكميّة من الألفاظ المتخلّى عنها في لغة المواطن اليوميّة، والإقرار بالمعروف للجندي المجهول –المعلم- وعطاءاته.

كانت حدود الدراسة على ثلاث اتجاهات، أولها الحدود المكانية: حيث حاولت الدراسة تغطية معظم قرى البحرين ومدنها. وثانيها الحدود الزمانية: فقد كانت الألفاظ المدروسة محدودة من عام 1919 وهو عام فتح أول مدرسة نظامية في البحرين وهي مدرسة الهداية الخليفية إلى عام 2011. وثالثها الحدود المسارية: فالدراسة اختصّت بالألفاظ غير الفصيحة المتداولة.

أتى الباحث بالمفردات من خلال خبراته الشخصية، والخبرات الشخصيّة للمتحدثين باللهجات البحرينيّة من شعب البحرين عن طريق الاحتكاك والتسجيل، فهم من مختلف الأعمار والمستويات العلمية. ويذكر أحد طلّابه في المدرسة أنّ الدكتور عبدالأمير كان يسأل الطلبة عن المفردات التي يعرفونها.

اتّبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المعني بجمع المعلومات والآراء حول الموضوع قيد الدراسة، وتحليلها ثم مناقشتها، فهي دراسةٌ لسانيّة، وليست دراسةً نحويّة معياريّة. فالباحث اكتفى برصد الكلمات ثم التحليل ثم الاستنتاج، ولم يخطّئ لهجةً ولم يعب على أخرى أو يظهر نقصًا في غيرها، وهذا ما نعنيه في أنّ الدراسة ليست معياريّة.

جرت الدراسة على ثلاثة فصول: الأول هو (أدبيات دراسة اللهجات العامية) وهو فصل نظريّ، والثاني هو (ألفاظ غير فصيحة استبدلت بألفاظ فصيحة أو قريبة منها في اللهجات البحريني) ويبدأ بجانب تطبيقيّ للجزء النظري الذي كان موجودًا في الفصل الأول وينتهي بنصوص تمثّل الحقبة الزمنية في الدراسة، والثالث هو (معجم الألفاظ الأجنبية الدخيلة أو العربيّة المحرّفة المستبدلة بالعربيّة الفصيحة) وهو عبارة عن فصل يغلب عليه إحصاء المفردات الدخيلة الأجنبية، وفيه أخيرًا تمحيص الفرضيات وبيان نتائج الدراسة.


المصدر:  زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.

تفرّع اللغة إلى لهجات ولغات (اللهجة البحرينيّة أنموذجًا)

تفرّع اللغة إلى لهجات ولغات:

يتوّلد عن اللغة الأولى فصيلة أو شعبة من اللغات يختلف أفراد بعضها عن بعض في كثير من الوجوه اللغوية؛ ولكنها تظل مع ذلك متفقة في وجوه أخرى؛ إذ يترك الأصل الأول في كل منها أثارا تنطق بما بينها من صلات قرابة ولحمة نسب لغوي.

1.    مبدأ النشأة
خضعت اللغات الإنسانية لهذا القانون من مبدأ نشأتها، فاللغة (الهندية الأوربية) الأولى قد تشعبت في ضحى الإنسانية إلى مجموعات كثيرة ، كل مجموعة منها تفرعت إلى عدة طوائف، وكل طائفة منها انقسمت إلى شعب ، وكل شعبة إلى لغات.. وهكذا . ومثل هذا حدث للغة (السامية – والحامية).

2. العصور التاريخية: اللغة اللاتينية:
قد بقيت هذه اللغة مدة ما لغة أدب وكتابة بين الشعوب الناطقة باللغات المتفرعة عنها (الفرنسية – الإيطالية – الاسبانية – البرتغالية – لغة رومانيا ... )؛ ولكنها لم تلبث أن تنحَّتْ عن ذلك بعد أن اكتمل نمو هذه اللغات.

3. العصر الحاضر:
اللغة البرتغالية في البرتغال + البرتغالية في البرازيل
إنجليزية الولايات المتحدة + إنجليزية الجزر البريطانية

4.اللهجات العربية:
        لهجة العراق تختلف عن لهجة شمال أفريقيا في العصر الحاضر (المصري مثلا يجد صعوبة في فهمها)

العوامل الرئيسية في تفرّع اللهجات:

1.    عوامل اجتماعية سياسية ( استقلال المناطق التي انتشرت فيها اللغة بعضها عن بعض)
2.    عوامل اجتماعية أدبية ( الفروق في العرف و العادات والتقاليد )
3.    عوامل جغرافية ( الفروق في الجو و طبيعة البلاد و وبيئتها و موقعها )
4.    عوامل شعبية ( فروق في الأجناس والفصائل الإنسانية و الأصول التي أنحدروا منها )
5.    عوامل جسمية فيسيولوجية ( الفروق في التكوين الطبيعي لأعضاء النطق)

-اكتساب سكّان البحرين الألفاظ الغربيّة
تعتبر منطقة الخليج أوفر حظاً في اكتساب الألفاظ غير العربية  فالكلمات المستخدمة في التخاطب اليومي يحتوي على كلمات متعددة المصادر والأسباب التي أدت الى اكتساب سكان الخليج عامة وسكان البحرين خاصاً للكمات الأجنبية  هي :
 1- تعاقب الدول العربيّة في السيطرة على البحرين. مما لا شك فيه مدى أهمية منطقة البحرين في تلك الفترة فهي تعتبر قلب العالم النابض وحلقة وصل بين الشرق والغرب  وهذا  ما جعلها تقبع تحت مظلة الممالك المختلفة التي ترغب في اغتصاب ثروات البلاد  ومن  هذه الدول التي سيطرت على البحرين الخوارج والزنج والقرامطة والعيونين الذين لم يكونون عرباً أقحاحاً  وهذا ما أدى الى تشرب لغتهم في اللغة الام للبلاد.
Image result for ‫دلمون‬‎
قلعة البحرين التي تظهر فيها آثار تعاقب السيطرة على البحرين قديمًا
2- تعاقب الدول الأجنبيّة في السيطرة على البحرين.  واولهم المغول ثم خلفهم اليونانيون تلتهم دولة البرتغاليين  فالدولة الصفوية الفارسية  مختتما بالاحتلال البريطاني للبحرين  وهذا ما أدى الى توافد الجاليات الاوربية ومن القارة الهندية الذين تغمست لغاتهم المختلفة في مشارب اللغة العربية لأهل البحرين
Image result for ‫البحرين والنفط‬‎
أول بئر نفط اكتشف في البحرين.

3- اكتشاف النفط والهجرات للبحرين.  عام 1925م  فأصبحت البحرين منارة جذب للمهاجرين الطالبين للعمل  كون السكان الاصلين للحبرين حينها لم يكن يتجاوز ال45 الف نسمة  واغلبهم فضل البقاء على مهن اجادهم من الزراعة والصيد  والغوص بحثاً عن اللؤلؤ عن العمل في النفط فادى الى حدوث هجرات جماعية كبيرة الى البحرين  الذين  جاءوا محملين بلغاتهم المختلفة  وتطعمت مع لغة اهل البحرين.
المصدر:  زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.

مدخل لدراسة اللهجات

مدخل لدراسة اللهجات:
على الرغم من أن اللهجات العامية أصبحت جزء لا يتجزأ من المورث اللغوي للشعوب الا ان علماء اللسان واللغة حاولوا محاربة تلك اللهجات باعتبارها انسلاخ عن اللغة المعيارية السليمة وظلوا لفترات طويلة يحالون اعماء عيونهم عنها واعتبارها غير موجودة لسنوات طويلة جداً حتى بدأ انبثاق بصيح امل معلناً بداية عهد دراسة اللسانيات بشكل عام ودراسة اللهجات العامية بشكل خاص وهذا ما اطلق عليه علماء اللغة "الدياليكتولوجيا أو ما يسمى بدراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية".

لو القينا نظرة  على التطور الزماني لعلم اللغة واللسان فإننا  نرى ان البداية كانت في أواخر القرن الثامن عشر ميلادي في اوروبا وكانت الدراسة ضمن حيز ضيق لا يتعدى جوانب علوم البنية, والتنظيم والأسلوب في اشكالها التعليمية. ثم ظهرت بعض نظرات أصوات اللغة "الفونيتيك"  وما يندرج تحتها من المداري التي تغت بتلك النظريات في سبيل تعليم الصم والبكم  ثم تم تخصيص علم اللغة في البحث في أصول الكلمات الفرنسية والإيطالية والإسبانية هذا ما يسمى ب "الايتمولوجيا" وهذا ما أدى الى قيام بعض الجوامع اللغوية كالأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الاسبانية  وغيرها التي كانت مقتصرة في دراستها على اللغتين الإغريقية واللاتينية فلم يكن للهجات العامية الشعبية في تلك الفترة بل تعدى ذلك لتصبح محاربة من قبل الكنسية التي كانت هي مصدر السلطة آنذاك.
ومع بزوغ فجر علم دراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية "الدياليكتولوجيا" بغيت مهملة ولم تأخذ نصيبها من الاهتمام وذلك بسبب العديد من الأمور أهمها أن العلماء كانوا يحاربون اللغات العامية, ويرون فيها مصدر خطر على الأدب وأنهم  وجدوا في اللغات الفصيحة وفي اللغات القديمة مجالاً واسعاً وخصباً للبحث وأيضا كون دراسة اللغات الشعبية العامية كانت تتطلب الأسفار والرحلات والاختلاط بسكان الأرياف وهذا ما لم يفضله علماء الطبقة المخملية.

-نصيب العامية من البحوث اللغوية
رغم التحديات التي واجهت هذا النوع من علم اللغات في بدايته الا انه استطاع الصمود في وجهة واثبت نفسه بين العلوم الأخرى والفضل يعود الى مجموعة من العلماء والبحاثين الذين اصبحوا كالمنارات التي يهتدي اليها كل متعطش للمعرفة في مجال علم دراسة اللهجات الشعبية والعامية ومن هؤلاء:
·       الفرنسي جانستون: أول فرنسي نادى بوجوب دراسة  اللهجات الشعبية واللغات العامية. الذي انشأ بمعهد الدراسات العالية قسماً خاصاً لهذه الشعبة وكانت بداية الطريق لدراسة كثير من اللغات الشعبية الفرنسية.
·       الإيطاليان كورنو و أسكولي : اللذان تعد مؤلفاتهما في هذا المجال من  قواعد هذا العلم في إيطاليا
·       الأساتذة الفرنسيون تور تولن& بنجييه & أنطوان توماس &إلبرتدوزا  الذين كانت جهودهم كبيرة في دراسة اللغات الشعبية الأوربية وبخاصة اللغات الرومانية واللهجات الفرنسية
·       الأب روسلو الذي اعتنى بالناحية الصوتية "الفونيتيكية" من دراسة اللهجات العامية

·       جيليرون الذي اعتنى بالناحية الدلالية "السمنتيكية" منه.تفرع اللغة الى اللهجات ولغات.
المصدر:  زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.