الانقال اللهجي من اللهجة البحرينية إلى اللغة العربيّة
الفصيحة:
الانقال اللهجي هو عمليّة تحدث فيها ترقية اللهجة المنسلخة من لغة ما، إلى
اللغة الأصل. وإنّ معلّم اللغة العربيّة الفصيحة لابدّ له أن لا يعلّم اللغة
العربيّة للطالب على افتراض أنّ الطالب يستخدم العامية التي تختلف كليًّا عن
الفصيحة. فالعامية جزء من الفصيحة، وليس العكس صحيحًا.
تكون مراحل الانقال اللهجي على مستويات مختلفة، وهي: النقل الصوتي، النقل
الصرفي، النقل النحوي، النقل المعجمي.
-
النقل
الصوتي: تطرأ على بعض الكلمات البحرينيّة تغييرات تكون في المستوى الصوتي، كإبدال
بعض الحروف، والزيادة في بعضها، ولنا أمثلة على ذلك. ففي بعض المناطق في البحرين
نرى قلب القاف غينًا، مثلًا ( الغناة=القناة، الحديغة=
الحديقة، منطغي= منطقي..). ففي هذه الحالة لا يوجّه الطالب إلى لتدريبه على
حرف القاف والتأكد من سلامة مخرجه، فالطالب قد لا يكون به خللٌ، وإنما سبب هذا
الخلل الصوتي البيئة المحيطة بالطالب، فهم لا يجدون فرقًا بين الحرفين. ويستطيع
المعلم الاستعانة بمعلّم التجويد لتدريب الطالب على مخارج الحروف.
-
النقل
المعجمي: تدخل في اللهجة بعض الكلمات غير العربية على جملة بها كلمات عربيّة، مثلًا ( كنسل المخالفة لوسمحت )، باعتبارنا أن قائل هذه
العبارة يخاطب رجلَ مرورٍ، فالجملة كلها كلمات عربيّة إلا الكلمة الأولى، ولو
رجعنا إلى المعجم العربي لنبحث عن معنى (كنسل) فلن
نجدها، إلا إذا ما بحثنا عنها في المعجم الإنجليزي cancel. فتبيّن لنا أن النقل
المعجمي يكون في نقل مفردة من اللغة الدخيلة إلى اللغة الأصلية، فالنقل هنا سيكون
في إبدال الكلمة من (كنسِل) إلى ( ألغِ ) = ألغِ المخالفة لوسمحت.
-
النقل
الصرفي: يحدث النقل الصرفي إذا ما وجد خلل في بِنية الكلمة، والمطابقة، مثلًا
الطالب البحريني يقول ( الطلاب يدخلون ) وهذه
سليمة صرفيًا، ولكنّه يقول ( الطالبات يدخلون )
وهذا غير صحيح، فالطالبات جمع مؤنث، ويدخلون جمع مذكر، فالصحيح هو نقل يدخلون إلى
يدخلن، فتكون الجملة ( الطالبات يدخلن).
-
النقل
النحوي: يحدث النقل النحوي حينما يطرأ خلل نحوي في اللهجة، فمثلًا يقول البحريني: ( ضربْ محمدْ صالحْ ) وهو يقصد أن الفاعل محمدٌ وأن المفعول
به صالحٌ، ولكن السامع لن يفرّق بين الفاعل والمفعول به لغياب الحركة الدالة على
كليهما، فالفاعل مرفوع والمفعول به منصوب في الأساس، ولكن العلامات الإعرابية غابت
عن كليهما. فالنقل يكون بتوضيح الحركات لتبين الدلالة النحوية فتكون ( ضربَ محمدٌ صالحًا، أو ضربَ صالحًا محمدٌ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق