مدخل لدراسة
اللهجات:
على الرغم من أن
اللهجات العامية أصبحت جزء لا يتجزأ من المورث اللغوي للشعوب الا ان علماء اللسان
واللغة حاولوا محاربة تلك اللهجات باعتبارها انسلاخ عن اللغة المعيارية السليمة
وظلوا لفترات طويلة يحالون اعماء عيونهم عنها واعتبارها غير موجودة لسنوات طويلة
جداً حتى بدأ انبثاق بصيح امل معلناً بداية عهد دراسة اللسانيات بشكل عام ودراسة
اللهجات العامية بشكل خاص وهذا ما اطلق عليه علماء اللغة "الدياليكتولوجيا أو
ما يسمى بدراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية".
لو القينا
نظرة على التطور الزماني لعلم اللغة
واللسان فإننا نرى ان البداية كانت في
أواخر القرن الثامن عشر ميلادي في اوروبا وكانت الدراسة ضمن حيز ضيق لا يتعدى
جوانب علوم البنية, والتنظيم والأسلوب في اشكالها التعليمية. ثم ظهرت بعض نظرات
أصوات اللغة "الفونيتيك" وما
يندرج تحتها من المداري التي تغت بتلك النظريات في سبيل تعليم الصم والبكم ثم تم تخصيص علم اللغة في البحث في أصول
الكلمات الفرنسية والإيطالية والإسبانية هذا ما يسمى ب "الايتمولوجيا"
وهذا ما أدى الى قيام بعض الجوامع اللغوية كالأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الاسبانية وغيرها التي كانت مقتصرة في دراستها على
اللغتين الإغريقية واللاتينية فلم يكن للهجات العامية الشعبية في تلك الفترة بل
تعدى ذلك لتصبح محاربة من قبل الكنسية التي كانت هي مصدر السلطة آنذاك.
ومع بزوغ فجر علم
دراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية "الدياليكتولوجيا" بغيت مهملة
ولم تأخذ نصيبها من الاهتمام وذلك بسبب العديد من الأمور أهمها أن العلماء كانوا
يحاربون اللغات العامية, ويرون فيها مصدر خطر على الأدب وأنهم وجدوا في اللغات الفصيحة وفي اللغات القديمة
مجالاً واسعاً وخصباً للبحث وأيضا كون دراسة اللغات الشعبية العامية كانت تتطلب
الأسفار والرحلات والاختلاط بسكان الأرياف وهذا ما لم يفضله علماء الطبقة
المخملية.
-نصيب
العامية من البحوث اللغوية
رغم التحديات التي
واجهت هذا النوع من علم اللغات في بدايته الا انه استطاع الصمود في وجهة واثبت
نفسه بين العلوم الأخرى والفضل يعود الى مجموعة من العلماء والبحاثين الذين اصبحوا
كالمنارات التي يهتدي اليها كل متعطش للمعرفة في مجال علم دراسة اللهجات الشعبية
والعامية ومن هؤلاء:
· الفرنسي جانستون: أول فرنسي نادى بوجوب دراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية. الذي انشأ
بمعهد الدراسات العالية قسماً خاصاً لهذه الشعبة وكانت بداية الطريق لدراسة كثير
من اللغات الشعبية الفرنسية.
· الإيطاليان كورنو و أسكولي : اللذان تعد مؤلفاتهما في
هذا المجال من قواعد هذا العلم في إيطاليا
· الأساتذة الفرنسيون تور تولن& بنجييه & أنطوان
توماس &إلبرتدوزا الذين كانت جهودهم
كبيرة في دراسة اللغات الشعبية الأوربية وبخاصة اللغات الرومانية واللهجات
الفرنسية
· الأب روسلو الذي اعتنى بالناحية الصوتية
"الفونيتيكية" من دراسة اللهجات العامية
· جيليرون الذي اعتنى بالناحية الدلالية
"السمنتيكية" منه.تفرع اللغة الى اللهجات ولغات.
المصدر: زهير، عبدالأمير(2012).تطوّر اللهجات
البحرينيّة.(1). بيروت:الدار العربيّة للعلوم ناشرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق